عقدت اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم بالتعاون مع المعهد الدبلوماسي بوزارة الخارجية ومكتب الوفد الدائم لدولة قطر لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة " اليونسكو "، ندوة حول "قطاع الثقافة لدى اليونسكو: اللجان المختصة والاتفاقيات الدولية"، بمشاركة جهات مختلفة في الدولة.
وسلطت الندوة الضوء على دور منظمة "اليونسكو" في السياسات الثقافية الدولية وارتباطها بالتنمية، وتوعية الفاعلين من المؤسسات الحكومية المعنية ، بالمفاهيم والأنظمة المعمول بها في المنظمة، وكذلك العمل على تهيئة المؤسسات ذات الصلة في قطاع الثقافة على إعداد تقارير الاتفاقيات واللجان الثقافية المتعلقة بعضوية دولة قطر في لجنة التراث العالمي واللجان الأخرى، وتفعيل دور المؤسسات الوطنية ذات العلاقة في تعزيز دور الدولة من خلال عضويتها في الاتفاقيات واللجان الثقافية، بالإضافة إلى ابراز التزامات قطر في تعزيز دور "اليونسكو" الثقافي.
وركز سعادة الدكتور عبدالعزيز بن محمد الحر، مدير المعهد الدبلوماسي في الكلمة التي افتتح بها الندوة، على أهمية التنسيق بين الجهات المختصة بالدولة، كما تحدث عن أهمية الدبلوماسية في المجال الثقافي ، مشيرا في هذا الصدد إلى أنه تم اعداد خطة عشرية مع متاحف قطر في المجال الثقافي الدبلوماسي.
من ناحيته اعتبر السيد علي عبدالرزاق معرفي ، القائم بمهام الأمين العام للجنة الوطنية في كلمته، هذه الندوة ركيزة أساسية من ركائز العمل، لتعزيز مكانة الثقافة في العلاقات الدولية، مؤكدا أن الدبلوماسية الثقافية هي سياق التقارب بين الشعوب.
وأضاف "لقد حققت الدبلوماسية الثقافية القطرية نجاحاً باهراً، واستطاعت أن تشكل رؤية مستقبلية واضحة بفضل العلاقات الدولية والإنجازات التي قدمتها المؤسسات الثقافية الوطنية، والتي ساهمت في تعزيز الموروث الثقافي القطري من خلال أنشطتها في مجالات الفن واللغة والثقافة وحقوق الإنسان، وتعزيز الوساطة القطرية للتقريب بين الشعوب".
ونوه معرفي إلى أن دولة قطر حرصت في وقت مبكر على الاهتمام بالتنوع الثقافي وحوار الثقافات والحضارات والأديان، إيماناً من قيادتها الرشيدة وشعبها الواعي بأهمية الدور الفعال للدبلوماسية الثقافية، والأثر الإيجابي لاحترام الثقافات الأخرى في التقارب بين الشعوب، وفي تعزيز قيم التسامح والسلم والأمن في العالم.
وأوضح أن دولة قطر ، انطلاقاً من كونها عضواً في اللجنة الدولية الحكومية لاتفاقية حماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي في منظمة اليونسكو، قدمت الدعم المالي لصندوق الطوارئ للتراث العالمي، واستضافت العديد من المؤتمرات والمنتديات الدولية حول الحوار بين الثقافات والحضارات، بما في ذلك مهرجان التنوع الثقافي السنوي في الحي الثقافي /كتارا/ الذي تشارك فيه العديد من دول العالم، في حين تحتضن الدولة أيضا مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، لافتا إلى أنه ليس من المستغرب أن يتم اختيار مدينة الدوحة كعاصمة الثقافة الإسلامية في المنطقة العربية ، إذ إنها استوفت كافة الشروط والمعايير التي اشترطتها منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة "الإيسيسكو."
وأضاف قائلا إن اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم تعد داعماً أساسياً للدبلوماسية الثقافية لدولة قطر، من خلال الدور الحيوي والإيجابي الذي تقوم به في تعزيز مكانة قطر محلياً ودولياً في مجالات عملها بالتربية والثقافة والعلوم والاتصال، ومن خلال سعيها لتمكين ودعم المؤسسات الحكومية للاستفادة المثلى من برامج وأنشطة اليونسكو.. مؤكدا أن كل ذلك يعد أهم داعم لأشكال العلاقات الدولية التي يعتمد عليها السلك الدبلوماسي في عمله لتعزيز العلاقات الثنائية والدولية، بهدف غرس قيم التفاهم والاحترام بين الأمم والشعوب، وتوسيع آفاق التواصل بين مختلف أطراف وأطياف الثقافات والحضارات.
وتابع "علينا كمسؤولين عن المؤسسات التراثية والثقافية في الدولة، أن نعمل على تأهيل الأجيال الصاعدة على ممارسة قيم الحوار وتبادل الثقافات واحترام التنوع الثقافي، من أجل رفعة مكانة دولة قطر، وتعزيز فرص الاستثمار والشراكة المستقبلية، وتعزيز الحوار العالمي والتنوع الثقافي، ونشر التفاهم والتعايش السلمي بين الشعوب" .
وأكد معرفي أن دولة قطر تعد نموذجاً مثالياً يحتذى به في ميدان الثقافة من خلال استضافتها العديد من الفعاليات التراثية والثقافية الإقليمية والقارية والعالمية ، والتي جذبت العديد من المشاركين والسياح من كافة أنحاء العالم.
وفي الجلسة النقاشية للندوة حول قطاع الثقافة لدى "اليونسكو" تحدث سعادة الدكتور ناصر حمد الحنزاب ، المندوب الدائم لدولة قطر لدى "اليونسكو" عن العلاقة بين دولة قطر والمنظمة في القطاعات المختلفة بعد مرور 50 عاما على انضمامها لها . كما تحدث عن حقوق الانسان باعتبارها جزءا من أهداف اليونسكو ، ومنها حماية الصحفيين والتراث والحق في الوصول للمعلومة والحق في التعليم.
أما الدكتور منير بوشناقي ، مستشار المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي ومستشار المديرة العامة لليونسكو، فتحدث في مداخلته خلال الجلسة عن الاتفاقيات الدولية واللجان المتعلقة بقطاع الثقافة، وعمل قطاع الثقافة في اللجان الفرعية المنبثقة من المجلس التنفيذي والمؤتمر العام للمنظمة ، ودور الاتفاقيات في تحقيق الرؤية الاستراتيجية لدولة قطر واليونسكو وفق الميثاق التأسيسي للمنظمة.
وسلط عرض تقديمي خلال الندوة الضوء على منظمة "اليونسكو"، وأجهزتها الرئيسية ، وهيكلها التنظيمي، ومجالات اختصاصها ،وأولوياتها العامة وأهداف التنمية المستدامة.