ضمن مبادرة عالمية أطلقتها منظمة اليونسكو للمرة الأولى في قطر؛ شارك 30 طالبًا من ثماني من المدارس القطرية خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي في مسابقة قطر "شباب جوال" والتي أقيمت في مجمع أبحاث جامعة حمد بن خليفة؛ بهدف تمكين الشباب من تطوير تطبيقات الجوال ضمن أهداف التنمية المستدامة لدولة قطر، وذلك كمبادرة مشتركة بين معهد قطر لأبحاث الحوسبة، والمرأة العربية في الحوسبة القطرية، ومكتب اليونسكو للدول العربية في الخليج واليمن، واللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم.
وشملت المدارس المشاركة كلاً من أكاديمية اديسون الدولية، ومدرسة البيان الإعدادية للبنات، وأكاديمية المها للفتيات، ومدرسة الليسيه فولتير، والمدرسة الأمريكية في الدوحة، والمدرسة الدولية للشويفات، ومدرسة ACS الدولية، والمدرسة الدولية في لندن.
وقد افتتحت منافسات المسابقة السيدة/ أنا باوليني - ممثلة اليونسكو لدى الدول العربية في الخليج واليمن، حيث أعربت عن حماسها لرؤية عدد كبير من المشاريع في قطر مخصصة لتطوير ثقافة الابتكار وريادة الأعمال من خلال التكنولوجيا للشباب في البلاد، كما شكرت الطلاب والموجهين والآباء والمدرسين على التزامهم بهذا المشروع، بعد أن تلقى الطلاب تدريبا مكثفا لمدة تسعة أسابيع على برمجة التطبيقات النقالة، والترميز، والابتكار وريادة الأعمال من علماء الكمبيوتر والمعلمين وخبراء الترميز.
وبدأت المسابقة بدعوة الطلاب لعرض تطبيقات الجوال التي قاموا بإنشائها للجمهور الكبير من الحاضرين والمحكمين، حيث كان موضوع المسابقة تحت شعار "مساعدة مدرستي" وهدفها هو تمكين الطلاب من إيجاد حلول محلية للمشكلات التي يواجهونها في المدارس من خلال تكنولوجيا الهاتف المحمول.
وتم تكليف الطلاب من الصفين الثامن والسابع باستخدام تطبيق App Inventor وهو تطبيق ويب مفتوح المصدر تم تطويره من أجل تصميم وبناء تطبيقات المحمول التي يمكن أن تحسن بشكل إيجابي البيئة المدرسية والخبرات التعليمية. وقد طوّر الطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و14عامًا تطبيقات الجوّال لمساعدة زملائهم على إكمال واجباتهم المدرسية، والإبلاغ عن الحوادث والإصابات في المدارس، وتنظيم جداول الدروس، ومساعدة الطلاب ذوي الإعاقات في التواصل مع الآخرين وجمع ومشاركة الملاحظات الصفية وإدارة توزيع الوجبات في كافتيريا المدرسة.
وبعد أن عرض الطلاب أفكارهم وأظهروا وظائف تطبيقاتهم على الجوال للمحكمين، تم الإعلان عن الفائزين في المسابقة، حيث حيث فاز محمد شكفة، من المدرسة الفرنسية- القطبية فولتير، بالجائزة الأولى لتطبيقه "مساعد مدرستي" الذي يساعد الطلاب على تنظيم جدول الحصص الأسبوعي وكتم صوت الهاتف عند دخولهم الفصل الدراسي. كما جاءت سارة الماضي، من أكاديمية المها، في المرتبة الثانية مع تطبيقها " العصف الذهني" الذي يتيح المراسلة المجهولة بين الطلاب والمعلمين، بما في ذلك الطلاب والمعلمين ذوي الإعاقات البصرية، للمشاركة وتلقي الملاحظات. وفاز كل من عمر عبد الله ورامي عايش، من المدرسة الأمريكية في الدوحة بالمركز الثالث، بالإضافة إلى جائزة اختيار الجمهور من خلال تطبيقهما المعروف باسم "تنظيمA + " الذي يذكّر الطلاب بواجبهم المنزلي ويوفر لهم سهولة الوصول إلى ملاحظات الطلاب باستخدام قاعدة بيانات آمنة للتخزين السحابي.
وكان ثلاثة عشر قاضياً من مؤسسات التعليم والتكنولوجيا الرائدة في قطر ، بما في ذلك معهد التطوير التربوي ، وOoredoo ، وTexas A & M ، وصندوق قطر الوطني للبحوث ، والنساء العربيات في الحوسبة ، قد قاموا بتقييم اختراعات 16 فريق من الطلاب.
وحول أهمية المسابقة أكدت الدكتورة حمدة السليطي - أمين عام اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم، على الدور الذي يمكن أن يلعبه الشباب في توفير حلول لتحديات المجتمع من خلال استخدام هواتفهم النقالة بطريقة بناءة وإيجابية، والمساهمة في تحقيق الهدف الرابع للتنمية المستدامة الذي يركز على توفير التعليم الشامل والجودة للجميع.
أما الدكتورة إيمان فيتوري، مدير المبادرات التعليمية في المعهد البحثي للحوسبة الرائدة في قطر فقد ثمنّت أهمية مشاركة الشباب في قطر في عملية الابتكار منذ سن مبكرة، في قيادة الابتكار التكنولوجي في المستقبل. وأكدّت أن العمل عن كثب مع هؤلاء المبتكرين الشباب خلال الأسابيع التسعة الماضية كان تجربة مجزية بحق، وأعربت عن تطلعها إلى توسيع نطاق هذا البرنامج المتميز في المستقبل ".
كما علقت أسماء تابت ، وهي عضو في منظمة المرأة العربية في الحوسبة قطر وأحد الموجهين الرئيسيين للمشروع ، بأن تقديم مثل هذه المهارات يضع هؤلاء الطلاب في مكانة كبيرة بين أقرانهم لأنهم يستطيعون تجسيد أفكارهم ، وصقلها ، وربما إطلاقها على نطاق واسع، وتقديم أدوات مفيدة للعالم.
